نصوص من الشعر التونسي لتمثيل القضايا
وخصائص اللغة .
الطاهر حدّاد قصيده "الخيبة" (أوت
1928) (طويل) :
وللسّعي طرق في البلاد عديدة لو أنّهم
اختاروا العلا والمفاخرا
ولكنّهم خافوا وأحنوا
ظهورهم وهالهم أن يصبح الأمر ظاهرا
وكانوا مع الأعداء
في كسر وحدة بها هدّد العمال ما كان جائرا
فلم نجن من ذا غير
خزي أذلّنا جميعا ورأس القوم ظلّ مكابرا
.....................................
أَتونس عندي في هواك تولّع وَأَنت مُنى نفس عليك تَقَطَّعُ
نسيتُ بك الدنيا وعيشي وراحتي أريد لك الحسنى وخصمك يمنعُ
يريد اِنقِراض الأهل منك ليبتني هنا
دار ملك آبد لا يزعزعُ
يُواصِل سعي اليوم بِاللَيل جاهِدا الى غـــايَة فيها يهيم ويَرتَعُ
بجهل بتفليس بتوجيع أنفـــــس بخلق
رؤوس تستَهان فتركَعُ
تساوم في حق البِلاد عـــــدوها وتحتال في صوغ الكَلام فتخدعُ
أولئك أدواء لتونس ثبـــــــــتوا لأعدائها أقــــــــدامهم فتوسَّعوا
......................................
يَقولونَ لِلإِسلامِ نَبــــــغي سِيادَة وَأَعمالهم ترمي هداه إِلى الوَرى
وَيدلون بِالإِصــلاح قَولاً مزورا وَلكنّــــَهُم بِالفِعل صدوا التطورا
وَكَيفَ يسود المُسلِمون بِأَرضِهِم وَهم يَجهَلونَ المُرتَقى وَالمَعابِرا
وَقَد أَدرَكَ الغَيـــرُ المرام بِسَعيه فَجــــــــاءَ إِلى أَوطانِهِم مُتأزرا
أبو القاسم الشابي
إنِّي أرى فأرى جمــــوعاً جمـَّةً لكنَّــــــــــــــها
تحيا بِلا ألْبابِ
يَدْوي حوالَـــــــيْها الزَّمنُ كأنَّما يدوي
حوالَي جنــــدلٍ وترابِ
وإذا استجابوا للزَّمانِ تَنــــاكروا وتَراشَقوا
بالشَّوكِ والأحْصابِ
وقضوا على روحِ الأخُوَّةِ بينهمْ جَهْلاً وعاشوا عيشةَ الأغرابِ
فرِحتْ بهم غولُ التّعـاسةِ والفَنا ومَطامِعُ
السّـــــــلاَّبِ والغَلاَّبِ
لُعَبٌ تُحرِّكُها المَـــطامعُ واللّهى وصَــــــغائرُ
الأحقادِ والآرابِ
..........................................
يا إلهَ الوُجُودِ هـــــــذي جِراحٌ في فُؤادي تَشْكو إليكَ الدَّواهي
هذهِ زفــــــــــرةٌ يُصَعِّدها الهمُّ إلى مَسْمَعِ الفَضــــَاء السَّاهي
هذهِ مُهْجَةُ الشَّــــــــقاءِ تُناجيكَ فهلْ أَنْتَ ســــــــامعٌ يا إلهي
أَنْتَ أَنْزَلْتَني إلى ظُلْمَةِ الأَرضِ وقَدْ كــــــــنتُ في صباحِ زَاهِ
كالشُّعاعِ الجميلِ أَسْبَحُ في الأُفْقِ وأُصْـــــغي إلى خَريرِ المياهِ
وأُغنِّي بَيْنَ اليَنابيـــــــــعِ للفجرِ وأَشــــدو كالبـــــلبلِ التَّـــيَّاهِ
أَنْتَ أوصَــلْتَني إلى سُبُلِ الدُّنيا وهذي كثـــــــــــيرَةُ الاشْتِباهِ
تقول سنية المدوري التي تستدلّ بتعريفها كامرأة
لتعلن رفضها لسجون الرجل:
أنا امرأةٌ من رَفيف الفراشاتِ
أنا امرأةٌ مِنْ مزيج الحضاراتِ
من نُطفَةِ الضّوء من غافياتِ العُصورْ…
أنا امرأةٌ، لا أطيقُ سُجونكَ
يا رجُلاً مِنْ خِداعٍ وزُورْ.
كتبت الشاعرة بن فضيلة، صدحت بالشهوة قالت:
سيكون لي خل وندمان
وعشاق كثر
سأفصل الدنيا
على كثبان جسمي
سوف أغزو، أشتهي، أشتاق أحنو
ستكون لي مدن وأقطار جديدة
سأعيد تشكيل الذكور على مزاجي
سأؤثث الدنيا بما ملكت يميني
هذا غبيّ يشتهيني
ذاك مجنون بحبي…
هي تكتب سيرة الجسد الأنثوي، خطاياه وشهوته ورفضه للسكينة
والصمت.
تقول الشاعرة فوزية العكرمي:
إنّ امرأة حِينَ تُحِبّ
تُدْفنُ حيَّةً
وأنَا الحيَّةُ التِي تَخلّصت من سُمومِها
لِتتذَوَّقَ دِفءَ المنادِيلِ الوَرَقِية كَفراشَةٍ مُجَفّفةٍ
في دفاتِر الهُواة
مَابَيْنَ جُثَّتينِ أصْحُو
…لأكْتشِفَ كَمْ هُو مُحْزنٌ أَلّا نكُونَ معًا في كلّ الشتاءات
نَتنفَّسُ فِي قُبْلَةٍ
نَسِير في خُطْوة
كَمْ هُوَ مُحْزِنٌ أَنْ نَقِفَ على عتَباتِ الحَنِينِ كَشجَرةٍ
تُبلِغُ الطّرِيقَ التحايا
لِتُشْفَى من خَيْباتِ الانتِظار ….
تقول الشاعرة فاطمة بن فضيلة:
احتاج الى لغة ظالمه
كي يدقّ الخريف مساميره
تحت جلدي الرّهيف
أحتاج إلى لغة آمره
كي أقول الذي لم تقله
الأنامل قبلي
أتوق إلى لغة ماكره
كي أقول يديك على جسدي
و حتّى أصوّر
ما تشتهيه شفاهك فوق فمي
وحتّى أصبّ دمي
على وحل هذا التراب الكفيف
............................................................................................
فاطمة بن فضيلة:
أستاذة لغة وآداب فرنسية من مواليد
سليانة، شاعرة وروائية ومترجمة ونقابية، أصدرت في الشعر: لماذا يخيفك عريي؟ من ثقب
الروح أفيض، أرض الفطام. كما أصدرت رواية بعنوان: رواه العاشقان. وحصلت على جوائز عدة
من بينها جائزة زبيدة بشير للشعر. كما مثلت تونس في العديد من المحافل العربي والدولية.
سنية المدوري:
أصدرت الشاعرة التونسية مجموعتين شعريتين الأولى «فردوس الكلمات» والثانية
«القادم الوردي لي». وسبق أن فازت بالعديد من الجوائز منها جائزة المخطوط الشعري في
مهرجان غار الملح سنة 2011 وجائزة نازك الملائكة للأدب السنوي بالعراق سنة 2013 وجائزة
القوصية للشعر الفصيح بأسيوط المصرية سنة 2014 وجائزة أرابيا للشباب الإفريقي بالخرطوم
سنة 2016 وجائزة الاستحقاق في مهرجان الفنون بإيطاليا. كما كان لها مشاركة مهمّة في
أضخم مسابقة للشعر في العالم العربي وهي برنامج «أمير الشعراء» الذي تبثّه قناة أبوظبي
ونالت فيه جائزة لجنة التحكيم.
فوزية العكرمي:
شاعرة تونسية، -عضوة بإتحاد الكتاب التونسيين، أستاذة
الأدب و اللغة العربيةـ مؤسسة لجمعية ثقافة و فنونأسهمت في تأسيس العديد من النوادي
الأدبية والثقافية (نادي الأسئلة بالمركز الثقافي الجامعي الحسين بوزيان فيما بين
1995/1997ونادي “محمد البقلوطي للإبداع الأدبي 997 ونادي “مبدعون بلا حدود” بدار الثقافة
عمّار فرحات بباجة سنة 2011/ 2012 نشرت جل
أعمالها بالصحف و المجلات التونسية و العربية، لها مشاركات في العديد من التظاهرات
الأدبية و الفكرية الوطنية والعربية ، تمّ تكريمها في أكثر من ملتقى وطني وعربي، كُتب
حول تجربتها الشعرية العديد من المقالات أبرزها
(كتاب ظلّ حلم صدر حديثا في إيران للدكتور
جمال نصاري ) وقريبا سيصدر ديوان شعري مشترك في كردستان بينها وبين الشاعر الكردي
“فرمان هدايت.