القضايا والخصائص العامة في الشعر التونسي الحديث
1-
قضايا العروبة في الشعر التونسي الحديث:
أ- قضية الثورة الجزائرية في الشعر التونسي:
احتفى الشعر التونسي الحديث بالثورة الجزائرية
كثيرًا ؛ فوردت العديد من النصوص الشعرية التونسية التي تناولت الثورة التحريرية الجزائرية
ومثال ذلك ما قاله الشاعر أحمد المختار الوزير في قصيدته المسماة "مأساة قلب":
كانت بخيمتها
وكان حيا لها أم وأطفال صغار نوم
تنتابها الذكرى
فتقرح قلبها يا للأسى يقسو ولا من يرحم
وتظل هند بين
يأس فاجع حينا وحينا للرجاء تبسم
يقول الشاعر
التونسي "البشير المجدوب" في قصيدته "صرخة لاجئ:
قالوا : جزائري
...تونسي...مراكشي
لا بل أنا
... أنا مغربي، مغربي
لا أرتضي غير
الشمال موطنا
أبدا، لا أرتضي
لا وإن كان
البلد تونس والسكن
والدم مني جزائري
ولقد كان الشاعر التونسي سباقًا إلى نصرة الثورة
الجزائرية؛ فنجده يتغنى بالشهداء والنضال الجزائري ولقد شغلت الثورة الجزائرية عددًا
من الشعراء منهم صالح بن صالح الخرفي وعلي
الحلي ومصطفى الحبيب بحري.
ب- قضية فلسطين في الشعر التونسي الحديث:
كانت القضية الفلسطينية في مقدمة القضايا العربية
التي تناولها الشعراء ,ويقول الميداني بن صالح في قصيد "جيل النكبة" :
أجيل النكبة
الحائر
وآمال الملايين
وبحة شعبنا الثائر
... قيودك
ثر ومزّقها
وأهدافك أنشدها
وأرواح ضحايانا
بأرض القدس خلّدها
بأرض السلم
والتين
... وغصّات
المساكين
بأرض العرب
أجدادي
وأعمامي وأخوالي
وأحفادي .
وهناك غيه
الكثير من الشعراء الذين انتصروا لقضايا أمتهم ، وثاروا ضد احتلال فلسطين واغتصاب أرضها،
وتهجير أهلها .
ج- قضية العروبة في الشعر التونسي الحديث:
كانت الوحدة العربية أمل الشعراء المغاربة ،ولذلك
تناول الشعراء قضية العروبة باهتمام كبير ؛ وما قاله الشاعر الطاهر حداد مثال صالح
ذلك:
حسب العرب
أنهم كل شيء*** وتغنوا بعصمة الأجداد
كل شيء فيهم
رأوه جليلًا** هم به في غنى عن استمداد
فأبادوا قوى
التجدد فيهم ** وتفانوا في خدمة الأحقاد
بينما علمهُم
أنار سواهم** واستطالت حياتة في البعاد».
ليس للعرب
دولةً هي منهم *“وإليهم بل هم صدى الأسياد
ولم يكن الشاعر
الصادق مازيغ بعيدًا عن الجرح العربي ؛ فله في قصيدة "صولة الحق" :
أمة قد خلت؛
وعصر تولى وزمان مضى وشطت نواه
دارت الأرض
بالأنام لأمر جل أن تُدرك العقول مداه
أمة تعتلي
وتصبو إلى العيش وملك تخور وهنا قواه».
وقال الشاعر
عبد المجيد الجمني:
لاتحزني
حطً الفارس
العربي في دربه للمقصلة:
"من هنا
تبداً "
فامتطي هذا
البراق....
يتحسر الشاعر عبد المجيد الجمني على الوضع الذي
آلت إليه الأمة العربية .
د - قضية الوطنية في الشعر التونسي الحديث:
حقق الشعر الوطني في تونس انطلاقة قوية وعلى وجه التحديد في قصائد محمد زايد والصادق مازيغ
والطاهر حداد حيث ظهرت روح الوطنية بارزة ومتقدة ، قال الشاعر الطاهر حداد في قصيدة
"الوطن" :
أَفديكَ يا
وَطَني بِالنَّفسِ وَالمال مِمّا يَسومك سوءاً
فيه إِذلالي
فديكَ يا وَطَني
أفديكَ يا سكني بِكَ اعتِزازي وَفيكَ اليَوم
آمالي
حبي إِلَيكَ
أَراني الخطب منقبة تزيدني شرفاً يزري بِعذالي
لا عيش لي
أَبتَغي إن لم يعش وطني في عزة وَرَخاء هانئ البالِ
إِنّي بخدمَة
أوطاني أذب على قومي وَأَهلي وَمَجدي الشامِخ العالي
2-
القضايا الاجتماعية في الشعر التونسي الحديث:
اهتم الشاعر
التونسي الحديث بالعديد من المواضيع الاجتماعية؛ ويأتي في مقدمتها الفقر والجهل ومكانة
المرأة التونسية في المجتمع.
أ- أ. قضية المرأة في الشعر التونسي الحديث:
الأم عند أبي القاسم الشابي مقدسة, فلها دور في
تربية الأطفال؛ وقيادة المجتمع ,وتحدث الشابي عن أهميتها في المجتمع و مماورد في شعره
في قصيدة "حرم الأمومة" :
الأُمُّ تَلثُمُ طِفْلَها وتَضُـمُّهُ حرمٌ سَمَاويُّ الجمالِ مُقَدَّسُ
تَألَّهُ الأَفكارُ وهي جِوارَهُ وتَعودُ طاهرةً هناكَ الأَنفُسُ
حَرَمُ الحَيَاةِ بِطُهْرِها وحَنَانِها هل فوقَهُ حَرَمٌ أَجلُّ وأَقدسُ
بوركتَ يا حَرَمَ الأُمومَةِ والصِّبا كم فيكَ تكتملُ الحَيَاةُ وتَقْدُسُ
ب- قضية العلم في الشعر التونسي الحديث:
تناول
الشعر التونسي قضايا العلم والجهل وعلاقتهما بالوطن والأمة والمرأة وأثرهما في
التطور والانحطاط ومقارعة الاستعمار ، فكثر الشعر في هذه القضية بوجهات متعددة
ورؤى مختلفة وقد كان من بين الشعراء الذين كان لهم اهتمام واضح وشغف بهذه القضية الشاعر
الطاهر حداد ومثال ذلك من قصيدته :
هيّا إلى العلم
نسعى يا بني وطني ** فالعلمُ أس نجاح المرء في العمل
لكنما الجهل
أخفى عن بصائرنا** نهج الخلاص فأسرعنا إلى الملل
وهكذا الجهل
يُردي أماً جهلت ** فضل العلوم فباتت أحقرٌ الملل .
3-
خصائص الشعر التونسي الحديث:
أ-
التأثر بالشعر العربي القديم
ب- التغني بالطبيعة
ت- الميل إلى السهولة
والرمز والخيال:
ث- الميل إلى التجديد
في الشعر التونسي الحديث
ج-
التأثر بالشعر الرومانسي
ح-
تنوع الموضوعات
.
حمل الملف من هنا