قائمة المقاييس

فهرس المحتويات








    get this widget

    السبت، 2 نوفمبر 2024

    نصوص للتطبيق في لغة الشعر الحديث والمعاصر

     



     

    أدونيس » مفرد بصيغة الجمع

    دائمًا

    كان

    بيننا

    مسافة قلنا

    يمحوها اللهب الذي نسميه الحبَّ

    والتصقَ النهار بالنهار الليلُ بالليل

    وبقيت بيننا مسافة

    أطفأنا ما لا ينطفىء

    أشعلنا ما لا يشتعل

    وبقيت بيننا مسافة

    وفي ساعات التحام الشهيق بالشَّهيق والنطفة بالنطفة

    بقيت بيننا مسافة

    أيّها الحب، أيها النسل المنطفىء

    تَقدّمْ واجلس على ركبتيَّ ركبتيها

    خُذْ إبرَ الدمع وانسُجِ الماء

    تحيّينا أجراس الرَّغبات

    نبتكر موتًا يطيل الحياة

    نبتكر خداعًا بعلوِّ الطفولة

    رياءً بصدق الشمس

    من نحن؟

    يجمعنا جسرٌ لا نقدر أن نعبره

    يوحّدنا جدارٌ يفصلنا أدخل فيكِ أخرج منّي

    أخرج منكِ أدخل فيَّ

    ما أبنيه يَهدِمني

    تشبّهتِ لي أَنَّك الفضاء

    وأَضْغَثْتُ الرؤيا

    أمسكتُ بوردةٍ هبطتُ واديك انتظرت

    بيننا نهرٌ والجسر بيننا نهر آخر

    سمعتكِ تسألين: أيّنا الكبدُ

    أيّنا النواح؟

    اختلطتِ بالجَزَعِ وأعشاشه

    صرختِ اتّحدنا كرةً من النار

    انْطفئي الآن أَنطفىء الآن

    لِنعرفَ نعمة الجمر

    نمحو وجهينا نكتشف وجهينا

    هواجس

    أصدافًا

    مرايا

    ننفذ عِبرَها إلى شخوصنا الثانية

    نفتح صدرينا للأكثر علوّاً

    ينفتح لنا الأكثر انخفاضًا

    ويدخل كلانا في برج الوحْدنة

    في عزلة عصفورٍ يُحتضر

    ويتذوَّق كلانا طعم الآخر

    وتسكر أعضاؤه بالحياة لحظةَ يسكر الآخر

    بالموت

    وكلانا يُسِرّ نعم لحظةَ يجهر لا

    ويُسرّ لا لحظةَ يجهر نعم

    كيف تغسلين جسدك ويزول ماؤك الثاني؟

    كيف أغسل جسدي ويعود لي مائي الأول؟

       يقول أدونيس : إن اللغة في الشعر تكون شعرية حين تقيم علاقات جديدة:* بين الإنسان والأشياء، *بين الأشياء والأشياء، * بين الكلمة والكلمة، أي تقدم صورة جديدة للحياة والإنسان .

    أولاً. الكتابة الفنية لا تصف الواقع، وإنما تعيد خلقه. تقدمه لنا متحولاً – في صورة جديدة، في احتمال آخر.

    ثانياً. الكتابة الفنية ترفع أحداث الواقع، وأشيائه إلى مستوى الرمز.. فللجملة الفنية، عدا معناها الظاهر، معانٍ ثانية تتدرج من العميق إلى الأكثر عمقاً، ومن الشامل إلى الأكثر شمولاً. الكتابة الفنية، بتعبير آخر، تحول المعنى إلى طبقات من المعاني، أي أنها تقول في الشيء الواحد أشياء كثيرة.

    ثانياً. اللغة في الكتابة الفنية تدل على الأشياء بحسب المنظور الذي يقرأ به، وتتعدد معاني الأشياء فيها بتعدد المنظورات، ومن هنا، يمكن الكلام، فنياً على شيء واحد، بطرق تتباين جذرياً. ولا نهاية لها.

    رابعاً. الكتابة الفنية هي تجدد اللغة وتغنيها، ذلك أنها تمنحها تعددية الدلالة، أما الكتابة غير الفنية فتفتقر اللغة، من حيث أنها تكررها وتجترها، وتبقى على مستوى السطح المباشر. اللغة في الكتابة الفنية، ولود، حبلى باستمرار".

      " الشاعر يرى البعد الداخلي في الواقع وأشيائه. ولا يكتفي برؤية البعد الظاهري. يرى حضور الأشياء في مدار الحساسية، لا مدار الفائدة. هكذا، يخلق معاني، واتجاهات، وعلائق، وإيقاعات، ويدخلها في نسيج من التلاؤم فيما بينها أو من التناقض. يحولها إلى أشكال شعرية، ويدخلها في إيقاعه.

          من هنا، كان التعبير عن حالة، أو لحظة من حركة الواقع تعبيراً مباشراً، أبعد شيء عن الواقع. التعبير، مثلاً، عن حركة ثورية قائمة، لا يقدم إلا شهادة عن وضع دائم الحركة، أي دائم التغير، أي دائم التخلخل في المكان والزمان. ولكي تنجح القصيدة في التعبير عن الثورة، عليها أن تحقق تركيباً بين الثابت والمتحرك، بين الثورة كحركة أصلية في أعماق الشعوب، والثورة كأحداث جارية، دون ذلك ينقلب الشعر الواقعي إلى "محاضر" عن "جلسات الواقع".

       العزاوي :  الشاعر لا يتحدث إلينا عن حقائق مقررة مسبقاً ولكن عن حقائق موجودة في داخلنا دون امتلاك القدرة على الإمساك بها ذلك لأننا ناقصون وسنظل كذلك إلى الأبد بسبب أن كل وجود حي هو ناقص دائماً. إن الشعر سعي لإنهاء نقص العالم. فالشاعر يخلق عوالمه من أشياء الواقع ، وهي في نظره  بساطه السحري إلى عالم الحلم الخاص به. في القصيدة تفقد هذه الأشياء جوهرها الواقعي وتتحول إلى رموز وإشارات مضيئة في أفق مدفون داخل ليل الرحلة .

    قصيدة الموكب الصامت لفاضل العزاوي

    واضعا يدي في جيبي المثقوبين

    سائرا في الشارع

    رايتهم يتطلعون خلسة إلي

    من وراء زجاج واجهات المخازن والمقاهي

    ثم يخرجون مسرعين ويتعقبونني

    تعمدت أن أقف لأشعل سيجارة

    والتفت إلى الوراء كمن يتجنب الريح بظهره

    ملقيا نظرة خاطفة إلى الموكب الصامت:

    لصوص وملوك وقتلة, أنبياء وشعراء

    كانوا يقفزون من كل مكان

    ويسيرون ورائي

    منتظرين إشارة مني.

    هززت رأسي مستغربا

    ومضيت وأنا أصفر بفمي لحن أغنية شائعة

    متظاهرا بأنني أمثل دورا في فلم

    وبأن كل ما ينبغي علي أن افعله هو أن أسير دائما إلى الأمام

    حتى النهاية المريرة.





    التحميل من هنا





    المشاركات المميزة

    مشاركات