قائمة المقاييس

فهرس المحتويات








    get this widget

    الجمعة، 3 مارس 2023

    القضايا والخصائص العامة في الشعر الجزائري الحديث

     

                                                                           


    القضايا والخصائص العامة في الشعر الجزائري الحديث :

         اهتم الشعر بالمجتمع وقضاياه الفكرية والاجتماعية والدينية والسياسية  ؛ فالشاعر الجزائري الحديث عالج كل قضايا التي كانت تهم مجتمعه وواقعه من أجل حلها أحيانا ، وأحيانا أخرى من أجل توصيفها وإثباتها كشاهد على التغيرات التي لحقت المجتمع عبر صيرورة الزمن والتطور .

    1- قضايا الشعر الجزائري الحديث :

              تناول الشعراء قضايا مختلفة في نصوصهم الشعرية وعالجوها وفق منظورهم الفكري وتوجههم الإيديولوجي أو الإنساني  أو الشعري ,ومع كثرة القضايا المطروحة في الشعر الجزائري الحديث فإنه يتعين علينا أن نركز على أهمها ورودا في الشعر الجزائري  الحديث .

    * قضية الثورة التحريرية الجزائرية :

        لا تزال مواضيع الثورة التحريرية تشكل عمود القضايا  لدى الشعراء الجزائريين ، ومازال الشعر الجزائري يتغنى بالثورة الجزائرية حتى يوم الناس هذا ، فما من شاعر إلا وأسهم في قاموس الثورة ومدونتها الكبرى ، فأحمد سحنون في ذكرى التحرير

    ليتنا نستفيد من ثورة التحرير … درسا بهجرنا كل ظلم

    كيف يرضى باظلم من حارب … الظلم ولم يخش من عقاب ملم؟

    وكفى الظلم أنه توأم الكفر … بنص من الكتاب وحكم

    إن ذكرى التحرير توحي بتحرير … النفوس من كل خبث ولؤم  

       وظف الشاعر أحمد سحنون ثقافته الدينية في تغنيه  بالثورة التحريرية من أجل نصرة القضايا العادلة ؛ وكما أن الثورة التحريرية أعطت درسًا للعالم في نصرة المظلوم؛ وأصبحت ملهمة للشعراء وعلى رأسهم مفدى زكريا الذي قال فيها :

    وثرنا نفجر نـارا ونـــــورا ... ونصنع من صلبنا الثائرينا

    ونلهم ثورتنـــا مبتغانــــا ... فتلهم ثورتنـــا العالمينــا

    وتصخر جبهتنا بالبلايــا ...فنسخر بالظلم والظالمينا

    وتعلو السياسة طوعا وكرها ... لشعب اراد فأعلى الجبينــــا

         وهنا يرى الشاعر مفدى زكريا أن الثورة التحريرية هي ملهمة النضال في العالم،وحتى شعراء الرومانسية كان لهم نصيب ظاهر من أجل الثورة إذ نجد  رمضان حمود في قصيدة ياقلبي يقول :

     أنت يا قلبي  فريد في الألم والأحزان

     ونصيبك من الدنيا الخيبة و الأحزان

    أنت يا قلبي تشكو هموما كبارا وغير كبار

    أنت يا قلب مكلوم، ودمك الطاهر يعبث به الدهر الجبار

    ارفع صوتك للسماء مرة بعد مرة

    و قل اللهم إن الحياة مرة

    أعني اللهم على اجتراعها

           ونلمس مشاعر البكاء والحسرة على مرارة الحياة؛ التي عاشها الشاعر وعلى الظلم الذي يعانيه؛ولقد كانت فترة الاحتلال من أكبر الهموم التي عاشها الشعب الجزائري من أجل نيل استقلاله .

    ·     القضية الوطنية في الشعر الجزائري الحديث :

           تعد قضية الوطنية من أكثر القضايا حضورا بعد قضية الثورة  في الشعر الجزائري الحديث ذلك أن المجتمع الجزائري مجتمع فتي في طور تكوينه خرج من الثورة منهكا وممزقا ، مضطرب الهوية مفكك الأواصر ممزق اللحمة ، يحتاج إلى إصلاح وإعادة تأهيل تكفل بها علماء الأمة وشيوخها كقضية مركزية يشترك فيها العالم والشاعر والمربي ، ولعل قضية الهوية كانت رأس القضايا يقول الشاعر أحمد سحنون :

    أرضي يا منبت العلا … لله كم أنت تألمين

    غرقت بالأمس في الدما … واليوم في البؤس تغرقين

    أين الكفاح وما جنى … جهاد سبع من السنين؟

    هل أثمر الأمن والمنى … وبهجة الأهل والبنين؟

    أم أثمر الهم والعناء … وضاع ما كنت تأملين؟

    يا أرض أجدادي الألى … سادوا الأنام دنيا ودين  

    إن مسالة الوطنية بالغة الأهمية بالنسبة للشاعر الجزائري ، حيث تمثل وجوده الحقيقي وهويته الراسخة وانتماءه الممتد عبر قرون من الزمن في الإسلام والعروبة .

          وهنا نرى بأن حديث الشاعر الجزائري عن وطنه هو من المسلمات؛ وفي سياق الشعر الثوري يظهر انتماء الشاعر على نحو واضح فالشاعر الزاهري يقول :

    يا موطنًا لي خصّبه ونعيمه وله هواي على المدى وتّشيعي

                  ولانجد شاعرًا يضاهي مفدي زكرياء في وطنيته وتغنيه بوطنه في كل محفل من محافل التكريم والذكر حيث حين يقول  :

    بلادي وقفْتُ لذكـراك شعـري ٭٭٭ فخلّد مجدك في الكون ذكـري

    وألهمتِنـي فصدعت الدّنـــا ٭٭٭ بإليـاذتي في اعتـزاز وفخــر

    وكنت أوقــع في الشاهقـات ٭٭٭ خطى الثائرين بألحـان صدري

    فخلد قدس اللهيـب بيـانـي ٭٭٭ وأذكى لهيـب الجزائـر فكـري

    وإن يجحدوني فحسبي أنـــي ٭٭٭ وهبت الجزائـر فكري وعمـري

    فآمن بـي كل حـرّ أصيــل ٭٭٭ و أنكر شمـس الضحى كل غِمْرِ

    القضايا الاجتماعية في الشعر الجزائري الحديث :*

         ظهرت قضايا اجتماعية عالجها الشاعر الجزائري ومن القضايا الاجتماعية ذات الاهتمام في الشعر الجزائري الحديث :

    * قضية الفقر في الشعر الجزائري الحديث :

          شكل الفقر أحد أهم مواضيع الشعر ؛ وللشاعر مصطفى بن رحمون  قصائد تناول فيها حال المسكين البائس في المجتمع ويدعو الناس إلى الرفق به؛ والعطف عليه ؛ وله قصيدة بعنوان "المسكين مع شبح البؤس"و منها الأبيات التالية:

    لا تعذلوه فإن الفقر أضواه ...والحظ عاكسه والدهر عاداهُ

    .لا تنهروهُ إن استجدى أكفكم...فالجوع آلمه والصبر أعياهُ

    هنا دعوة بالإحسان بالفقير ,وعدم نهره وجزره والتمس له عذر في أنه لم يعد صابرا على الجوع ,وسؤاله الناس

    جاء من شده جوعه وفقره .

     ومن قصيدة الفقير لأحمد سحنون يظهر ذلك الاهتمام الخاص بقضايا المجتمع والفقر خاصة فهو أم القضايا على مر تاريخ الإنسانية  يقول :  ج1 ص 166

    كم أعاني الأسى ولا أتكلم ... وإذا ما شـــــــكوت من يتألم؟

    لم أجد في القلوب قلبا رحيما "ما تفيد الشكوى لمن ليس يرحم"؟

    كيف أشكو إلى العباد شقائي ... وهم علــــة الشقاء المحتم؟

    كل شر ألقاه في الدهر إلا ... وشرور العباد أدهى وأعظم!

    ليس ما بي من الأسى غير فقري  ورجائي في الأغنياء تحطم!

    جعل الله في يديهم نصيبي ... وإذا ما طلبــت حظي أحرم

    * قضية المرأة في الشعر الجزائري الحديث :

          تعززت مكانة المرأة الجزائرية في المجتمع الجزائري ومع بداية ثلاثينات القرن العشرين أصبح للمرأة وزن في المجتمع ؛وكان رواد النهضة الجزائرية دور في ترقية المرأة الجزائرية ,والاهتمام بشؤونها  في إثبات الذات وإقامة الرهان على قدرة المرأة في مكانتها التي تستحقها  ,فاهتم الرواد بتعليم المرأة  و دورها الاجتماعي والأدبي في المجتمع الجزائري, ومن أبرزها لآلة فاطمة نسومر وقد أشاد الشاعر مفدى زكريا بها :

    تذكر ثورتــــــنا العارمه       بطولات، ســــيدتي فاطمه

    يفجِّر بركانــــــها جرجرا      فترجف باريس والعاصمه

    وخلَّد باســـــم أمها ذكره        فزكَّى قداســــــــته الدائمه

    وفاضت دمـاء بني راتن        تفدي قراراته الـــــحاسمه

    نسومر مُذ نسبوك لتاكلا        رفضت التواكل يا فاطمه

    وألهبت نارًا تذيب الثلوج       وتعْصــــف بالفئة الظالمه

          تعد لآلة فاطمة نسومر رمز للبطولة والتضحية والفداء فهي المرأة المجاهدة وهي فخر للجزائر والعرب , واجهت جيش الاحتلال.  و للمرأة الجزائرية دور هام في المجتمع الجزائري ؛ولقد أولى الشعراء عناية كبيرة في حديثهم عن المرأة الجزائرية في شعرهم ومن ذلك نجد الشاعر أحمد سحنون يتحدث عن زوجته قائلًا : إلى أمٌّ أولادي:

    أعائش: يا دنيا لحوني وأنغامي … ومسرح آمالي ومشرق إلهامي

    إذا طفحت نفسي بآلام دهرها … ذكرتك فانجابت همومي وآلامي

    كلامك في أذني كالشهد في فمي … ونثرك مثل الشعر يبرئ أسقامي

    ودمعك ما أجريته حين نلتقي … على الخد إلا زاد شقوة أيامي

    فلا تذرفي- بالله- دمعك إنني … أحس به سهما على قلبي الدامي    

          وإذا كان سحنون قد تحدث عن مشاعر الأمومة ,فهناك من الشعراء من تعرض لمشاعر الحب مع المرأة ؛ومنها قول الشاعرة أحلام مستغانمي أرى النساء بعينيك أحلام مستغانمي :

    فــي حضرتــك

    تخلع الكلمات كنزتها الصوفية

    والنساء الجميلات

    في أثوابهن الخفيفة يعبرن

    مأخوذات بضوء فتنتك

    فكأنما ثَمّة إهانة

    لإناث الأرض

    فـي أن تكون رجلاً وفيّاً

    في مدن طاعنة في الخيانة

    ومنه فقد ارتبطت المرأة الجزائرية في الشعر الجزائري بمشاعر الجهاد والأمومة والحب.

         الشعر الجزائري في تعرضه للمرأة الجزائرية ركز على دورها الاجتماعي ؛ولم يغفل الشعراء عن التعبير عن مشاعرهم تجاهها فظهرت المرأة الجزائرية في الشعر الجزائري في صورة المجاهدة والأخت والزوجة والحبيبة والشاعرة.

    ·       * قضية فلسطين في الشعر الجزائري الحديث :

           تعد قضية فلسطين أهم قضية عربية احتفى بها الشعر الجزائري الحديث,.وقد نوه الأدباء بها وقد اشترك في الدعوة إليها والكتابة عنها كبار أدباء الجزائر ومفكروها أمثال: ابن باديس والمدني والإبراهيمي والعقبي ومحمد العيد وسحنون .

         إن تركيز الشاعر الجزائري عن فلسطين هو واجب مقدس لديه؛ ولا يخلو شعر جزائري أو عربي من الحديث عن القضية الفلسطينية وللشاعر أحمد سحنون قصائد كثيرة عن فلسطين,ومنها قصيدته جُرح فلسطين الذي قال :

    "فلسطين" إنا أجبنا الندا ... وإنا مددنا إليك اليدا!

    وجئناك يا موطن الأنبياء ... لنسحق كل جموع العدا

    ويعلن شعبك أفراحه ... ويصبح في أرضه سيدا

    وماذا جنى ليذوق الهوان ... ويصبح عن أرضه مبعدا

    وإن لنا همة لن تنام ... على ثأرها أو تذوق الردى

           ويقف الشاعر الجزائري مصطفى الغماري ليؤكد على حق العرب والمسلمين وواجبهم في القضية الفلسطينية أم القضايا العربيية ولكن هذه المرة وقفة تحسر على اليد العربية واللسان العربي العاجز عن استرداد الحق المغصوب  :

    ضاعت فلسطين .....قلناها وقلناها

    ويشهد الله أنا قد أضــــــــــــــعناها

    ظل التآمر يطـــــــــــوينا ونحسبه

    وجها من السلم ما ننفــــــك نهواها

    تظل تعلكنا أيامها رهقــــــــــــــــا

    وندمن الآه..نفنى في حـــــــــمياها

    نقول يانيل ، يرتد الصــــدى صدأ

    مرا.ويا قدس تنعـــــــــانا مراياها

     

     

    * قضية العروبة في الشعر الجزائري الحديث:

         إن انتماء الشاعر الجزائري للوطن العربي جعله يتناول قضايا البلدان العربية في شعره ؛ وهو موقف تعكسه أصالة الشاعر الجزائري ، كالأزمة الطائفية في لبنان ، وقضية السودان وقضية فلسطين وقضية العدوان الثلاثي على مصر وغيرها من قضايا الأمة العربية والعروبة ، كما كانت العربية أهم قضية في هذا المحور .  فالشاعر الجزائري يردد مع مفدي :

    ياأمة العرب الكــــــرام كرامة لك في الجزائر حرمة وذمام

    في كل أرض للعروبة عندنا . رحم تشــــابك عندها الأرحام

    إن صاح في أرض الجزائر صائح لبته مصر وأدركته شآم

          ونختم بالشاعر رمضان حمود في قصيدة التي تصدح بالعروبة وتعتب على العرب عتب الأخوة والدم وتستنهض الهمم وتذكر بواقع مؤلم للعرب مؤذ للنفس وإن حمل روح التسامي :

    أيها العرب والخطوب جسام    دون هذا العناء مــوت زؤام

    أيها العرب والحوادث جاءت   ممطرات كأنـــــــــهن غمام

    إن يكن للحياة فيكم طــــموح   فمتى النطق والسكوت حرام

    2. الخصاص العامة للشعر الجزائري الحديث :

    -  تعدد مواضيع الشعر الجزائري الحديث واختلافها ، حيث تناول قضايا مختلفة وأغرض كثيرة .

    -  بروز الأسلوب الخطابي (التوجه المحافظ)

    - الاهتمام بالصنعة اللفظية (التوجه المحافظ) ، وجدانية والتجديد اللغوي والبنائي (الشعر الحديث)  .

    -  استخدام الرمز والمجاز لدي بعض الشعراء.

    -  خضع الشعر الجزائري الحديث للوحدة الموضوعية والعضوية.

    -  تجريب الشعراء لأشكال جديدة (التوجه الجديد).

    -  البعد الإيديولوجي في بعض النصوص الشعرية الجزائرية. القديم

    -  اقتباس الشعراء من القرآن الكريم والشعر العربي



              حمل الملف من هنا                       


    المشاركات المميزة

    مشاركات