قائمة المقاييس

فهرس المحتويات








    get this widget

    الأحد، 10 نوفمبر 2024

    الصورة الشعرية في الشعر الحديث والمعاصر

     


    صلاح عبد الصبور


    الصورة الشعرية في الشعر الحديث والمعاصر

    مفهوم الصورة الشعريّة :

        لقد بدأ هذا المصطلح بالظهور في أواخر القرن التاسع عشر، وانتشر بمُسمَّيات عديدة كالصورة الفنيّة، أو التصوير في الشعر، أو الصورة الأدبيّة. والصورة الشعرية هي عمليّة تفاعل متبادل بين الشاعر والمُتلقِّي للأفكار والحواس، من خلال قدرة الشاعر على التعبير عن هذا التفاعل بلغة شعريّة تستند مثلاً إلى المجاز، والاستعارة، والتشبيه؛ بهدف استثارة إحساس المُتلقِّي واستجابته.

    الصورة الشعرية والخيال:

      لا بدّ من الإشارة إلى أنَّ الصورة الشعريّة مُرتبِطة بالخيال؛ فهي وليدة خيال الشاعر وأفكاره؛ إذ يتيح الخيال للشاعر تعمق الأشياء واستخراج أبعاد المعنى؛ لأنَّها طريقته لإخراج ما في قلبه وعقله إلى المحيط الخارجيّ ليشارك فكرته مع المتلقّي؛ لذلك ينبغي أن يكون الشاعر صاحب خيال واسع؛ لكي يتمكّن من تفجير أفكاره وإيصالها إلى المُتلقِّي.

    أهمية الصورة الشعريّة

        إنَّ الصورة الشعريّة ليست إضافة يلجأ إليها الشاعر لتجميل شعره، بل هي لبّ العمل الشعريّ الذي يجب أن يتّسم بالرقّة، والصدق، والجمال، وتُعدّ عنصراً من عناصر الإبداع في الشعر، وجزءاً من الموقف الذي يمرّ به الشاعر خلال تجاربه، وقد استطاع الشاعر من خلال استخدامه للصور الشعريّة أن يخرجَ عن المَألوف، ولا شكّ في أن للصورة الشعريّة وظيفتها وأهميّتها في العمليّة الشعريّة.

    ·        تمثّل الصورة الشعريّة فِكْر الشاعر؛ إذ إنَّ اختيار الشاعر لألفاظه يدلُّ على براعة الشاعر، وقدرته على انتقاء الألفاظ المناسبة التي تعبِّر عن الفكرة.

    ·        تمثّل الصورة الشعريّة واحدة من المعايير التي يُحكَم بها على أصالة التجربة الشعريّة، وعلى قدرة الشاعر على التأثير في نفس كلٍّ من المُتلقِّي، والناقد والمُبدِع.

    ·        يعبِّر الشاعر بالصورة الشعريّة عن حالات لا يمكن تفهُّمها أو تجسيدها بدون الصورة.

    ·        تعبِّر الصورة الشعريّة أيضاً عن عواطف الشاعر ومشاعره، فتصبح الصورة هي الشعور، والشعور هو الصورة.

    ·       تتيح الصورة الشعريّة للشاعر الخروج عن الكلام المَألوف، كأن يجمع الشاعر بين الألفاظ المُتنافِرة أي غير المُنسجِمة.

    ·       للصورة الشعريّة دورٌ في تحقيق المتعة لدى المُتلقِّي، والتأثير فيه، من خلال نقل الفكرة بصورة أوضح، وشرح المعنى وتوضيحه؛ مما يُؤثِّر في المُتلقِّي أكثر.

    العمل الشعري والصورة :

        لم تعد الصورة مفهوما مقصورا على الجانب البلاغي بل امتدت لإظهار الجوانب الوجدانية , يقول إحسان عباس(هي تعبير عن نفسية الشاعر , وأنها تشبه  الصور التي تتراءى في الأحلام ..وأن دراسة الصور مجتمعة قد تعين على كشف معنى أعمق من المعنى الظاهر للقصيدة).فالصورة الذهنية أصبحت لها أهميتها منذ فتوح علم النفس في مجال اللاوعي والعقل الباطن .

         إن دراسة الصور مجتمعة تدل على وجود صور جزئية في القصيدة المعاصرة, وقد نلمس كل واحدة منها في سطرين أو ثلاثة أو في مقطع, إلا أنها تتفاعل في مجملها مع جميع عناصر الخطاب الشعري, ومع جميع الصور الأخرى مشكلة صورة كلية متكاملة, هي في حد ذاتها جوهر المضمون.

       وتمثيلا لما سبق نورد قصيدة  لمحي الدين فارس بعنوان( ذات مساء )من ديوان (الطين والأظافر) يقول فيها:

    ذات مساء عاصف ..

    ملفع الآفاق بالغيوم..

    والبرق مثل أدمع تفر من محاجر النجوم

    والريح ما تزال في أطلالنا تحوم

    وتزرع الهموم

    واختبأت حتى طيور الغاب في مخابئ الكروم

    كالطفل خلف أمه الرءوم

    انطلقت بلادنا من قبوها الضرير عملاقة... عملاقة الزئير

          يلاحظ في البيت الثالث تشبيه واستعارة (البرق مثل أدمع)و(محاجر النجوم), فمن الناحية البلاغية البرق ليس كالدمع, فليس هناك علاقة مشابهة, فالأول ضوء خاطف, والثانية دموع تنساب من العين, ولكن التشبيه قائم في فرار الدمعة من العين, تصوير لحركة الخروج, أي أنه تصوير للفعل وليس تصويرا للشيء نفسه, والتشبيه لا ينفصل عن الاستعارة في هذا المثال (محاجر النجوم), وجملة محاجر النجوم هي استعارة تقليدية يقصد بها عين النجم, فهي هنا لا تعطي أي جمالية, ولكن حين تتشكل الوحدة الشاملة والصورة الكلية تبرز جماليتها, إن العلاقة بين البرق والنجوم تدركها الحواس إدراكا مباشرا, فالنجوم تتلألأ بالبياض, وعلاقة البياض اللماح بين الرق والنجوم هي حسية أكثر منها طبيعية, فهذه الصورة تبهرنا بذكائها أكثر مما تبهرنا بشاعريتها, فهناك تطابق بين البرق والنجوم والدموع والعيون.

       إن السياق يوضح لنا أن المساء كان عاصفا كئيبا بما تلبد فيه من غيوم, والريح كانت تحوم في الأطلال تحمل معها الهموم تزرعها في النفوس, ونجوم السماء كانت حزينة أيضا, فكان البرق دليل حزنها, لأنه أدمعها, فالقصيدة يملؤها الشعور بالحزن والكآبة.

    أهمية الخيال في عمل الصورة :

       والخيال هو أداة الصورة ومصدرها, لا يستطيع الشاعر الجيد الاستغناء عنه, فهو قوة نفسية وعقلية, وتتشكل الصور بعدة وسائل أولها الخيال, فمساعدته ترى الحياة كما أرادها الشاعر, وثانيها الرمز الذي يعد تفاعلا بين الشيء الظاهر والشيء الخفي النفسي, والذي يحقق للصورة إيحائيتها, يقول إبراهيم ناجي في قصيدة(العودة):

    موطن الحسن ثوى فيه السأم      وسرت أنـفاسه في جوه

    وأناخ اللــيل فيه وجــثم      وجرت أشباحه في بهوه

    والبلى أبصرته رأي العيـان       ويداه تنسجان العنكبوت

    قلت يا ويحك تبدو في مكان        كل شيء فيه حي لا يموت

    كل شيء من سرور وحزن         والليالي من بهيج وشجن

        لقد جمع الشاعر بين الأشياء المتباعدة عن طريق الخيال الناقد, فجمع بين (السأم) وهو معنى ذهني مجرد, وبين حركة الإقامة الملموسة(ثوى), ثم بينه وبين(الأنفاس) التي هي من خواص الكائنات الحية, فهو يشخص هذا السأم في صورة كائن حي يكاد يلمسه القارئ, ويفعل نحو ذلك ب(الليل) التجريدي, فيقرب بينه وبين حركة الجثوم(خواص الكائنات), وهكذا يجسد  كل المعاني والمشاعر والخواطر المجردة في صورة حية مشخصة, ويجعل من البيت المهجور مسرحا عجيبا تجوس في أنحائه كل معاني الوحشة والخراب, فالسأم ثاو يتردد صوت أنفاسه في أجوائه, والليل منيخ جاثم, والأشباح تعبث طليقة في البهو, وكذلك الزمن نكاد نسمع وقع أقدامه الثقيلة في الممرات.

         لقد استطاع الشاعر أن يجسد هذه الأحاسيس والمعاني المجردة ويجعلها شاخصة أمام الأبصار , وأن يقوي المفارقة الأليمة بين هذه الحال الكئيبة التي وصل إليها البيت , وبين ما كان عليه قديما حين كان عامرا بالأحياء.

          إن هذه الصور لا تقوم على أساس التشابه الحسي الملموس, وإنما تتجاوزه إلى العلاقات الدقيقة الممثلة للوقع النفسي والشعوري للطرفين المتشابهين, فالصور الحسية الخالصة التي شاعت في الشعر ليس لها وزن في ضوء المقاييس الحديثة .

          إن الصورة و اللغة والرمز هي عناصر جمالية لا تستغني عنها القصيدة المعاصرة, فالصورة رمز والرمز لا يكتمل بناؤه إلا بالصورة.

         يلجأ الشاعر الحديث إلى مجموعة من الوسائل الفنية لتشكيل صورته الشعرية , من هذه الوسائل:

    1 . التشخيص:

         التشخيص وسيلة فنية قديمة عرفها الشعر العربي والعالمي, وهي تقوم على تشخيص المعاني المجردة, ومظاهر الطبيعة الجامدة في صورة كائنات حية(تحس وتتحرك وتنبض بالحياة )  في مثل امرؤ القيس حين جسد الليل, وقد أكثر الشعراء الرومانسيون من هذه الظاهرة وكانت في أدبهم أكثر تنوعا, وأوسع مدى, ولذلك عد خاصية من خصائصهم , وذلك لرهف إحساسهم ورقة مشاعرهم , حيث كان من أهدافهم الهروب إلى الطبيعة , وكثيرا ما كانوا يجعلون الطبيعة تشاركهم عواطفهم الخاصة , ويشخصون مظاهرها المختلفة , وقد شاع التشخيص في الشعر العربي المعاصر عن طريق التأثر بالرومانسية, مثل قصيدة نازك الملائكة :

    أين نمضي ؟ إنه يعدو إلينا

    راكضا عبر حقول القمح لا يلوي خطاه

    باسطا, في لمعة الفجر, ذراعيه إلينا

    طافرا, كالريح, نشوان يداه

    سوف تلقانا وتطوي رعبنا أنَّى مشينا

    ***

    إنه يعدو ويعدو

    وهو يجتاز بلا صوت قرانا

    ماؤه البني يجتاح , ولا يلويه سد

    إنه يتبعنا لهفان أن يطوي صبانا

    في ذراعيه ويسقينا الحنانا

    ***

    لم يزل يتبعنا مبتسما بسمة حب

    قدماه الرطبتان

    تركت آثارها الحمراء في كل مكان

    إنه قد عاث في شرق وغرب

    في حنان

         إن التشخيص هو العنصر الأساسي في بناء الصورة الشعرية في هذه القصيدة, بل وفي بناء القصيدة بأكملها, حيث شخصت النهر ــ الذي هو ظاهرة من ظواهر الطبيعةــ  في صورة كائن حي , وكانت هذه الصورة الأساسية في القصيدة إطارا عاما تتعانق خلاله مجموعة من الصور الجزئية التشخيصية التي تدعم التشخيص في هذه الصورة الكلية وتقويه, فرأينا النهر( يعدو) ورأيناه (راكضا)و(باسطا) في لمعة الفجر ذراعيه إلى الجماهير المفزوعة المرتاعة, ورأيناه(لهفان أن يطوي) صباها, ورأيناه (مبتسما بسمة حب)ورأينا له(قدمين) و(يدين)و (شفتين)إلى آخر هذه الصورة التشخيصية التي تدعم الصورة الكلية الأساسية.

    2. تراسل الحواس:

        هو وسيلة من الوسائل التي اهتم بها الرمزيون , وعن طريقهم انتقلت إلى الآداب العالمية , وتراسل الحواس معناه(وصف مدركات حاسة من الحواس بصفات مدركات حاسة أخرى , فنعطي للأشياء التي تدركها بحاسة السمع صفات الأشياء التي ندركها بحاسة البصر, ونصف الأشياء التي ندركها بحاسة الذوق بصفات الأشياء التي ندركها بحاسة الذوق بصفات الأشياء التي ندركها بحاسة الشم, وهكذا تصبح الأصوات ألوانا والطعوم عطورا...إلخ), ومن الشعراء الذين اعتمدوا على هذه الوسيلة نذكر محمد معطي الهمشري في قصيدة (أحلام النارنجة الذابلة):

    هيهات ... لن أنسى بظلك مجلسي        وأنا أراعي الأفق نصف مغمض

    خنقت جفــوني ذكريات حلوة         من عطرك القمري والنغم الوضي

    فانساب منك على كليل مشاعري           ينبوع لحن في الخيال مفضـض

    وهفت عليك الروح من وادي الأسى        لتَعُبَّ من خمر الأريج الأبيض

          فالتراسل بين معطيات الحواس في هذه الأبيات شديد الوضوح , ففي البيت الثاني يصف العطر(وهو من مدركات حاسة الشم)بأنه قمري (وهو من صفات البصرية), وكذلك النغم(من صفات السمع) بأنه وضيء(حاسة البصر), وفي البيت الثالث يجمع بين ثلاث حواس هي الذوق والسمع والبصر , (فالينبوع)(لحاسة الذوق), و(اللحن) (لحاسة السمع), و(اللون المفضض)(لحاسة البصر), وكذلك البيت الأخير(الخمر) للذوق يضيفها (للأريج)حاسة البصر.

          تلتقي العناصر المتباعدة لتوحي بأحاسيس غريبة, وتتجدد من المحسوسات والماديات وتتحول إلى مشاعر وأحاسيس خاصة ( ذلك أن اللغة في أصلها رموز اصطلح عليها لتثير في النفس معاني وعواطف خاصة, والألوان والأصوات والعطور تنبعث من مجال وجداني واحد, فنقل صفات بعضها إلى بعض يساعد على نقل الأثر النفسي كما هو أو قريبا مما هو, وبذا تكمل أداة التعبير بنفوذها إلى نقل الأحاسيس الدقيقة ).

    3. توظيف المفارقات:

         لقد مزج الشاعر العربي بين المتناقضات في كيان واحد في إطار يعانق في إطاره الشيء نقيضه, حيث يقول أديب مظهر في قصيدة (نشيد السكون)التي هي من النماذج المبكرة في شعرنا العربي الحديث التي تأثرت بوسائل الإيحاء في الشعر الرمزي:

    أعد على مسمعي نشيد السكون          حلو كَــمُرِّ النسـم الأسود

    واستبدل الأنات بالأدمع واسـ          مع عزيف اليأس في أضلعي

       نجد الشاعر بالإضافة إلى اعتماده على عناصر الإيحاء وتراسل الحواس , فإنه يعتمد على مزج النقيضين في البيت الأول (النشيد)و(السكون), حيث يجعل للسكون نشيدا وتعبيرا بأن للصمت صوته الخاص, وللسكون نشيده الخاص , حيث يراه ببصره , ويتذوق طعمه , ويلمسه بحواسه, وهذا له دور رئيسي في تصوير الحالة النفسية الغريبة.

    4. الصورة بين الحقيقة والمجاز:

           ليست العناصر السابقة هي الأدوات الأساسية لتشكيل الصورة الشعرية الحديثة , فمن الممكن أن تكون الصورة واضحة وخالية من أي مجاز, ومع ذلك تكون صورة شعرية بكل المقاييس وإيحائية, وفي الشعر العربي القديم نماذج كثيرة مشحونة بالطاقات الإيحائية ما ليس في كثير من الصور التي تقوم على المجاز المكثف.إن مقياس جودة الصورة هو قدرتها على الإشعاع والإيحائية, من ذلك قول ذي الرمة في التعبير عن الإحساس بالذهول والأسى حين عاد إلى منزل أحبائه فوجده خاليا موحشا:

    عشيَّة ما لي حيلة غير أنني            بلقط الحصى والخط في الترب مولع

    أخط , وأمحو الخط ثم أعيده           بكفي , والغربان في الدار وقّـــَع

           الصورة خالية من الصور المجازية, لكنها مليئة بالإيحاءات الفنية التي تحمل معاني الذهول والأسى, فجلس الشاعر في ساحتها حزينا شاردا يلقط الحصى في ذهول, وهو يمد بيده خطوطا في التراب, ثم يمحو ما خطه, والغربان تسقط حوله في الساحة الموحشة تضاعف من الإحساس بالأسى والذهول, وهي صورة رائعة بكل المقاييس رغم أنها خالية من المجاز.

       أما في الشعر العربي المعاصر فهو حافل بمثل هذه الصور التي لا تقوم على المجاز ,ورغم ذلك تزخر بالقيم الإيحائية والطاقات التعبيرية.

         فالشاعر صلاح عبد الصبور في قصيدته(زيارة الموتى )  يعتمد في الصورة الشعرية على تحريك مجموعة الأفعال والأسماء في دلالتها وعلاقتها مع بعضها, يقول:

    زرنا موتانا في يوم العيد

    وقرأنا فاتحة القرآن،

    ولملمنا أهداب الذكرى

    وبسطناها في حضن المقبرة الريفية

    وجلسنا، كسرنا خبزاً وشجوناً

    وتساقينا دمعاً و أنيناً

    وتصافحنا، وتواعدنا، وذوي قربانا

    أن نلقى موتانا

    في يوم العيد القادم.

         نلاحظ في هذه الأبيات غلبة الأفعال الماضية, وهي تعطينا إحساسا بالزمن الماضي, وتحاول إعطاء الإحساس بالتفاوت في ثنائية الوجود الأزلية ( الحياة كصيغة حالية للزمن والموت كصيغة ماضية قد توقفت), وحاول الشاعر من خلال الأبيات أن يعطي إيحاء بأن الموت كفعل سكون ماثل وثابت في اللحظة, وهو ماثل أمام وعينا.

    المحتويات

    الصورة الشعرية في الشعر الحديث والمعاصر. 1

    مفهوم الصورة الشعريّة : 1

    الصورة الشعرية والخيال: 1

    أهمية الصورة الشعريّة 1

    العمل الشعري والصورة : 2

    أهمية الخيال في عمل الصورة : 3

    1 . التشخيص: 4

    2. تراسل الحواس: 6

    3. توظيف المفارقات: 7

    4. الصورة بين الحقيقة والمجاز: 7

     

     


    التحميل من هنا





    المشاركات المميزة

    مشاركات